الجمعة, 15 شعبان 1446 هجريا, 14 فبراير 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 15 شعبان 1446هـ

الفجر
05:37 ص
الشروق
06:56 ص
الظهر
12:36 م
العصر
03:51 م
المغرب
06:16 م
العشاء
07:46 م

الموجز الأخبار ي »»

المشاهدات : 22046
التعليقات: 0

السعودية الحديثة وعلاقتها برمزية التقدم والازدهار

السعودية الحديثة وعلاقتها برمزية التقدم والازدهار
https://www.alshaamal.com/?p=282770

أميل كثيرًا لملاحظة الاختلافات بانتباه كبير رغم أني أعيش في البقعة الجغرافية عينها التي يعيش فيها الجميع، إنما تركيزي قد يكون عاليًا بعض الشيء نتيجة للتنقل باستمرار بين مدن ومحافظات ومناطق المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول الخليج العربي لغرض حضور معارض الكتب والمؤتمرات الدولية والورش والندوات التي تعنى بتطوير فكر الإنسان ونقله من طور إلى آخر، ومن مستوى فكري إلى مستوى ثقافي أعلى.
لكن ما يلفت الانتباه ويوسع دائرة التركيز، ويزيد نسبة التوتر والانبهار، ويغرق النفس في التفكير، ويرفع مستوى الابتهاج تلك القفزات التي تحققت للإنسان في القرى والهجر والمدن الصغيرة والانتقال الحضاري الملفت الذي صاحبه التوسع في نهضة الطرق البرية وشمل ذلك شق الطرق الحديثة وافتتاح الأنفاق ومسارات سكة الحديد لك أن تتخيل هذا التغير المضطرد في الخدمات المقدمة، أيضا تطور تنظيم المدن في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بما فيها
خطوط الإنترنت ذات الجودة العالية بشكل عام رغم الطبيعة الوعرة في بعض المناطق،وخدمات القطاع الصحي والغذائي، أقول تحقق للإنسان في تلك الأماكن ألوان من الحياة أهمها: استبدال الطابع المعماري القديم بالتصاميم الحضارية الحديثة ذات التناسق الجذاب في الألوان والإبداع في الهيكل الإنشائي للأبنية مع الإبقاء على تلك المنازل القديمة ملاصقة للمباني الحديثة.
هذا السلوك يشي بالعديد من الصفات الساحرة التي تكتنز داخل النفوس، لتجر معها تجارب السنين مع الحرص على الاحتفاظ برائحة الماضي بالرغم من قوة التحولات التي طرأت وما لازمها من اختلافات وتناقضات بين الحاضر والماضي، بين هيئة الشكل الحضاري الآني لنمط الحياة واحتفاظ الطبيعة بصورتها الحقيقية صحاري وجبال ووديان وسهول وبقائها كتلة ثابتة تشكل واجهة أصيلة لطبيعة الإنسان.
بمعنى أكثر وضوح في أقل من ثلاثين عامًا مضت يلحظ الزائر والسائح قفزات وتغير جذري عما كانت عليه المملكة العربية السعودية في السابق وما طرأ عليها من تغير بفضل الإصلاحات العديدة التي نهجتها الحكومة. لون آخر من ألوان التقدم والنمو، تجد حديقة قائمة وسط الجبال تكتسي بالعشب الأخضر بينما الجبال تحيط بها من كل طرف لتشكل أحد أهم عناصر التناقضات بين الطبيعة والمكان.
على طرف آخر تشاهد مبنى لمدرسة أو لجامعة شُيّد فوق مرتفع ويحده من الجوار بيت قديم أو حصن يكتسب لون الطبيعة تطور ملفت وتناقض مبهج.
تناولنا الموضوع بشيء من الحديث عن الرمزية التاريخية ما بين مرحلة الانطلاق نحو التطور ورحلة الإبقاء على الطابع التقليدي، حقب زمنية في منتهى الأهمية تحكي واقع سابق عاشه الآباء وسبقهم فيه الأجداد حتى جاء الأحفاد آثروا السير ولكن بطريقة مختلفة عززت مستويات المعيشة والنمو الاقتصادي والعلمي والصحي والغذائي حتى أضحت هذه البقعة من الكون تعج بالتطورات التقنية والاقتصادية والأحداث العالمية في فترة وجيزة.
منذ اكتشاف النفط وتصديره بكميات تجارية تغير أسلوب الحياة وتبدل نمط المعيشة حتى أصبح المواطن مواكبًا للتغيرات الحاصلة، نعم تغير نمط العيش من بسيط في متناول الكف إلى نمط تسوده الحركية والاستمرارية والديمومة، مرحلة مرت سريعًا دون أن يشعر بها الفرد ، في لمح البصر انتقل الإنسان من النوم المبكر إلى السهر الصاخب، ومن النمط الغذائي الجاف إلى النمط العالمي الصارخ، أكبر وأشهر سلسلة المطاعم العالمية أمست مسيطرة على المشهد ، ولكن هناك في الجوار مطعم أو كافتيريا من ثمانينات القرن الماضي مازالت تفتح أبوابها وتحاول جاهدة ألا تغيب عن الواقع في صورة متوازنة تنبئ عن العلاقة الوطيدة بين ما يمكن المحافظة عليه وبين ما يمكن الإسراع إليه.
حتى التعليم تجاوز مسألة الكتابة على السبورة بالطبشور لينتقل إلى السبورة التفاعلية التي تعمل بأحدث التقنيات الحاسوبية في فترة قليلة لم تتجاوز عشر سنين .
استكشاف الأسئلة عن هذا النمو المفاجئ للعقول وانتقالها من درجة التصورات التقليدية السائدة في التفكير إلى التعاطي مع التطورات الحديثة بمسؤولية عالية واختزال سلالم الصعود في فترة وجيزة لا تتجاوز الفترة الزمنية المعلومة الممتدة من فترة التسعينات الميلادية حتى وقتنا الحاضر يمنحنا وسائل تقييم مبهرة للتفكر عن مدى ما يتمتع به إنسان هذه الرقعة الغالية من حظوة ومكانة في بلده،ما جعله أنموذجًا فريدًا بين أقرانه في دول أخرى يفتقرون لأدنى مقومات الحياة.
علي بن عيضة المالكي
كاتب رأي

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>