الأربعاء, 13 شعبان 1446 هجريا, 12 فبراير 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأربعاء, 13 شعبان 1446هـ

الفجر
05:39 ص
الشروق
06:58 ص
الظهر
12:36 م
العصر
03:49 م
المغرب
06:14 م
العشاء
07:44 م

الموجز الأخبار ي »»

في مواجهة أوفت بوعودها الفنية.. “بابي” يرجح كفة الريان أمام العربي

مركز القصيم العلمي بعنيزة يعزز دور المملكة في الريادة العلمية العالمية

مدير عام الإدارة العامة للشؤون المالية والخدمات المساندة بوزارة الداخلية يزور جناح الوزارة في ليب 2025

وزارة الداخلية تستعرض طائرة البحث والإنقاذ صارم بمؤتمر ليب التقني 2025

الشاعر والفارس “فوزي بن مربح” يزور محمية روض ابن هادي ويلقي قصيدة وطنية بمناسبة الزيارة

سمو ولي العهد يرأس جلسة مجلس الوزراء ويتناول التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية

هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة تعقد ورشة عمل استعراض نتائج تحليل الوضع الراهن والتوجهات التنموية للمنطقة

جمعية التنمية الأهلية (تواصل) تنظم بازار شهر الخير في الجبيل الصناعية

افتتاح النسخة الثانية من معرض سوق السفر السعودي برعاية اتحاد الغرف التجارية السعودية

مدرسة خولة بنت عمرو للطفولة المبكرة تحتفل بيوم التأسيس

مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة ينظم فعالية بمناسبة اليوم العالمي للصرع

أمانة العاصمة المقدسة تنفذ حملة ميدانية مكثفة لمكافحة الظواهر السلبية في جبل ثور

المشاهدات : 9782
التعليقات: 0

(التواضع والغرور: بين الرقي والسقوط)

(التواضع والغرور: بين الرقي والسقوط)
https://www.alshaamal.com/?p=282798

التواضع والغرور هما طرفان متناقضان لا يمكن أن يجتمعا في قلبٍ واحد. فالتواضع من أنبل الصفات وأرفع الأخلاق، إذ يدعو الإنسان إلى الاعتراف بفضل الله عليه، ويحثه على معاملة الآخرين بلطف واحترام. أما الغرور، فهو سلوك مذموم ينشأ عن الكِبر والاعتداد بالنفس بشكل مفرط، مما يُفقد صاحبه لذة السعادة الحقيقية، ويؤدي إلى عزلة مجتمعية ونفسية.

في الإسلام، يُعرف التواضع بأنه إدراك الإنسان لضعفه أمام الله ووضع نفسه في مكانها الحقيقي دون تعالٍ على الآخرين. وقد قال الله تعالى: *”وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا”* (الفرقان: 63)، مما يؤكد أن التواضع خلق يُعلي من قدر الإنسان عند ربه وعند الناس. فالبشر جميعهم سواء عند الله، لا يفرق بينهم لون أو جنس أو طبقة، والمعيار الوحيد للتفاضل بينهم هو التقوى.

على النقيض، الغرور هو شعور زائف يجعل الإنسان يظن أنه متفوق على غيره نتيجة لجاهٍ أو مالٍ أو علم. ومن هذا الشعور ينطلق الكِبر واحتقار الآخرين، مما يُفسد العلاقات ويدمر الروابط الإنسانية. وقد حذر الله من هذا السلوك في قوله: *”وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا”* (الإسراء: 37).

يتجلّى الفرق بين التواضع والغرور في التعامل مع الناس، وفي العلاقة مع الله.
فالمتواضع يعامل الجميع برحمة واحترام، يعترف بأخطائه، ويتقبل النصيحة بصدر رحب، بينما المغرور ينظر إلى الناس بفوقية وازدراء، يتمسك برأيه، ويرفض النقد مهما كان بنّاءً. المتواضع يدرك أن كل نعمة في حياته هي من فضل الله وينسب النجاح إليه، أما المغرور فيغفل عن ذلك وينسب كل شيء لنفسه، متجاهلًا ضعفه البشري.

لذا فأثر التواضع على الفرد والمجتمع عظيم؛ فهو يكسب صاحبه حُب الناس وثقتهم، ويعزز من روح التعاون والتكافل، فيرفع من مكانته عند الله.
أما الغرور، فيجعل الناس ينفرون من صاحبه، ويُوقعه في العزلة، ويعرضه لعقاب الله، حيث قال النبي ﷺ: *”لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كبر”* (مسلم).

فالنبي محمد ﷺ كان مثالًا يُحتذى به في التواضع، فقد كان يخدم أهله، ويجلس مع الفقراء، ويقبل دعواتهم. وعلى العكس تمامًا، نجد نموذج الغرور في شخصية فرعون الذي أهلكه تكبره واحتقاره للناس.

التواضع هو خُلق المؤمن الصادق الذي يُدرك أن كل ما لديه من نعم هو من الله، بينما الغرور هو مهلكة للنفس تُفقد صاحبها مكانته عند الله والناس. ولنا في قصص الأولين عظةً وعبرة؛ فلنحرص أن نكون مثالًا في الخير والتواضع، لا عبرةً في الغرور والعناد.
٢١/٧/1446
جازان

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>