الأربعاء, 13 شعبان 1446 هجريا, 12 فبراير 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأربعاء, 13 شعبان 1446هـ

الفجر
05:39 ص
الشروق
06:58 ص
الظهر
12:36 م
العصر
03:49 م
المغرب
06:14 م
العشاء
07:44 م

الموجز الأخبار ي »»

مركز القصيم العلمي بعنيزة يعزز دور المملكة في الريادة العلمية العالمية

مدير عام الإدارة العامة للشؤون المالية والخدمات المساندة بوزارة الداخلية يزور جناح الوزارة في ليب 2025

وزارة الداخلية تستعرض طائرة البحث والإنقاذ صارم بمؤتمر ليب التقني 2025

الشاعر والفارس “فوزي بن مربح” يزور محمية روض ابن هادي ويلقي قصيدة وطنية بمناسبة الزيارة

سمو ولي العهد يرأس جلسة مجلس الوزراء ويتناول التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية

هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة تعقد ورشة عمل استعراض نتائج تحليل الوضع الراهن والتوجهات التنموية للمنطقة

جمعية التنمية الأهلية (تواصل) تنظم بازار شهر الخير في الجبيل الصناعية

افتتاح النسخة الثانية من معرض سوق السفر السعودي برعاية اتحاد الغرف التجارية السعودية

مدرسة خولة بنت عمرو للطفولة المبكرة تحتفل بيوم التأسيس

مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة ينظم فعالية بمناسبة اليوم العالمي للصرع

أمانة العاصمة المقدسة تنفذ حملة ميدانية مكثفة لمكافحة الظواهر السلبية في جبل ثور

” كوزمولايف COSMOLIVE “ التركية تفتتح أول فروعها في السعودية وسط حضور لافت من المشاهير وعشاق الجمال الطبيعي

المشاهدات : 19272
التعليقات: 0

لنْ يُصْبِحَ الفحمُ أبيضًا!

لنْ يُصْبِحَ الفحمُ أبيضًا!
https://www.alshaamal.com/?p=283856

لقد خلق الله الناس وجعل الاختلاف فيما بينهم سمة بارزة من نواحي عديدة جسدية وعقلية لكنه تقدست صفاته جعلهم متوافقين في الفطرة السليمة لأنهم بحاجة بعضهم البعض إلاّ أنّ هناك بعض البشر تنحرف فطرته القويمة ليدخل في متاهات الحقد والكراهية فتنتشر العداوات بسببهم وتتنامى البغضاء لمسوّغات كثيرة أعلاها شأنًا الافتتان بزخرف الدنيا وزينتها المال والشهرة والمناصب وما يتبعها من تنافس يصل أحيانًا إلى التقاضي.
مع أنّ المنافسة حق مشروع إلا أن هناك من لا يعترف بواقعيتها وحتمية تقسيم القدرات والأرزاق،
تقوده نفسه الشريرة إلى التخريب على مَنْ يعتبرهم منافسين له رغم أنه غالبًا هذا الجنس من المخلوقات ليس لديه الحق نظرًا لمحدودية الفكر وسطحيةالنظرة القاصرة للأمور وقلة البصيرة وبما أنهم هكذا فالحماقة تلعب دورًا والصفاقة تقوم بالمهام على الأكمل ، كما أنّ الأرجح أغلب المواهب عندهم تنحصر في زوايا بعيدة عن التوقعات، ينظرون للأمور من أركان مختلفة قائمة على الانتهازية والابتزاز التي أصلها العدوانية ونشر ثقافة التآمر والتخوين والتشكيك في القدرات.
مثل هذه الأنفس المصابة بداء الكراهية والحسد والحقد والتآمر وصناعة المكائد وحياكة الخصال المذمومة يعيشون إدراكًا مغايرًا عما ينبغي أن يمارسه الشخص الطبيعي ، قلوبهم تفيضُ قيحًا، وتمتلئ بغضًا، ونفوسهم تكتسي باللون الأسود مثل الفحم لو ذهبت لتغسله لن ينظف ولن يصبح أبيضًا حتى وإن سكبت عليه كل منظفات الكون سيبقى على نفس الصفة وذات الشكل والهيئة.
حقيقة يجب أن يعرفها الكل ، لن يصبح الفحم ناصع البياض حتى لو تم غسله ألف مرة، كذلك كل فرد غُمرت نفسه بالأحقاد لو اغتسل ليل نهار بالماء وتطيّب بشتى أنواع الطيب ستفوح منه رائحة الغلّ والحقد، تعرفه من عينه ومن طريقة تعامله.
إن الانغماس في السجايا المشؤومة تحول الإنسان من شخصية وديعة ولطيفة إلى وحش كاسر لا يرى حين يرى إلا الحقد، تشتعل نار الغيرة المذمومة في جسده ، وتلتهب أحشاءه كراهة ، وتتضخم أوداجه حتى إنّ بعضهم يتحول وجهه إلى القتامة بسبب مايراه من حسن الحال على الآخرين وظيفيًّا أو ماليًّا أو حتى في سمات الأخلاق وطرائق التعامل، والبشاشة والقبول، والسمعة الحسنة هذا الشعور القاتل يزداد كلما ذُكرت أمامه أسماء وصفات الآخرين ممن يتوسم فيهم الصلاح والاستقامة ، تجدهم في حالة تضجر ويحاولون بشتى الوسائل التقليل من شأن الناجح ، بل يذهبون لأشد من ذلك فالطعن في الأعراض وكيل الاتهامات زورًا وبهتانًا بأعمال لم يفعلها أصحابها ولم يقربوها والبحث عن النقائص بإشاعتها وعدم سترها هو مهنتهم ووظيفتهم.
في حقيقة الأمر الاحساس ببشاعة هذا الشعور يجعلنا في توجس مستمر ، فسوء النية والكراهة عندهم يبقيك في مساحة من عدم الأمان، نعم إنه شيء مقلق ومؤرق فأنت تواجه نفوسًا متوحشة لا تعترف بالقيم ولا تعرف طريقًا لها.
فساد المضغة الصغيرة الكائنة داخل القفص الصدري في الجهة السفلية من الصدر مع ميول قليل نحو اليسار هو تدمير كلي للجسد والعقل، هذا ثابت في السنة والدين ، إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإن فسدت فسد سائر الجسد، هذا الهدي النبوي يبين لنا ، لم نأت بشيء غريب، القلب هو تلك المضغة إن صلحت النية فاعلم رحمك الله أن حياتك قد استقامت.
هناك أسئلة كثيرة حول هؤلاء الكائنات لماذا يتصرفون هكذا؟
وُجِدَ أنّ عدم الرضى عن حياتهم سبب من ضمن جملة الأسباب النفسية والاجتماعية التي تحيط بهم وتكون سببًا لبشاعة مواقفهم وتحولها من الإيجابية إلى السلبية تجاه من حولهم ، هم لم يشعروا يومًا بالرضى عن حياتهم، دومًا يعيشون في دائرة التذمر ، من الطبيعي يحدث لهم هذا السلوك ، كما أن الهامشية والاحساس بالدونية لها دور في هذا الشعور المقيت. كثير من الأحايين يمارس أولئك الممتلئون كراهة أقول يمارسون عواطفهم وردود أفعالهم بأسلوب مقزز، يعزز قدرتهم على البقاء ويدعم أهدافهم،هم في الواقع يتماهون في التكيف والتلذذ مع صفاتهم القبيحة للدرجة التي تجعلهم يدركون فائدة الأذى بالرغم من معرفتهم المسبقة أن هناك مشاعر غير مفيدة أبدًا لكنهم يرونها ذات فائدة، هم يبصرونها كذلك.
يبدو أنّ تأخرهم في مجال ما ؛ يؤدي بهم إلى الشعور العميق بالنقص هذا من شأنه أبقاءهم أطول فترة ممكنة داخل الشعور السلبي ، مما ينمي عندهم نسبة الحقد تجاه الشخصيات ويدفعهم إلى تشويه السمعة ، والسعي لإسقاط مكانة الآخرين بشتى السبل.
هذا الفقر الأدبي الذي يعيش فيهم ويشعرون به يزداد يومًا تلو آخر، يعضُّهم بالنواجذ ويطبق عليه بالأضراس فلا يمكنهم التحرر منه حتى لو اغتسلوا آلاف المرات كونهم مستائين من حياتهم يركزون فيها على إشعال لهيب العداوات، وإحداث الانقسامات.
هناك ثقافات عندهم تؤدي بهم إلى التصور الفكري أنّ ما يحدث لهم ضربٌ من ضروب عدم العدالة لذا يعيشون في منطقة غير سارّة في جزء التفكير وتقوم المقارنة بين ما هم فيه وبين ما يكون عليه أقرانهم وهذا يشعرهم بالنقص عندها تتحرك المشاعر العكسية فبدلاً من أن يكونوا أعضاء فاعلين يتحولون إلى كارهين وحاقدين على المجتمعات والأفراد.
يقول الإمام الغزالي بتصرف : الحقد أن يلزم قلبه استثقالة والبغضة له والنفار عنه وأن يدوم ذلك ويثمر في ثمانية:
حسد، وشماتة، هجر وإعراض واستصغار، وإفشاء سر وسخرية وإلحاق الأذى به فأنى له أن يغتسل منه!!

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>