هل فكرت يومًا كيف يمكن لنقطة صغيرة أن تُغير لوحة كاملة؟
تعرضتُ لموقف جميل مع إحدى طالباتي الصغيرات أثناء حصة الرسم، موقف أثار دهشتي وزاد انبهاري.
بينما كان الجميع منشغلًا برسم ملحمة عن الوطن، جاءتني “رفيف“تحمل كراستها، وقد زينتها بالألوان.
أمسكتُ الورقة، فإذا بها رسمة يغلب عليها لون قاتم، وفي وسطها نقطة بيضاء. سألتها مستغربة: **”ما هذه يا رفيف؟”**
ابتسمت وعيناها تشعان فرحًا، ثم أجابت:
**”هذه أنتِ يا معلمتي.”**
غمرتني مشاعر مختلطة بين الفرح والدهشة، ولم أتمالك نفسي إلا وأنا أحتضنها برفق… أدركت حينها أن لكل شخص نقطة مضيئة في حياته، قد تكون إنسانًا، موقفًا، أو لحظة فارقة. أحيانًا ترافقه طويلًا، وأحيانًا تمر به سريعًا، لكنها دائمًا تترك أثرًا.
ربما لا نشعر بها حين تأتي، لكننا ندرك قيمتها حين تترك بصمتها فينا. وربما دون أن نعلم، نكون نحن أنفسنا ذلك الضوء في حياة الآخرين.
فلنكن شموعًا تضيء الدروب، ولنبحث عن النور ونقدّره.
مؤلفة وكاتبة وقاصة
جازان
٣/٨/١٤٤٦