بدون مقدمات أو ملطفات، إليكم يا سادة بعض ما رأيت من عجائب زماننا التي ظهرت على السطح لكل العيون وفاحت ريحها وزكمت منها الأنوف.
استُنطِقَ الرويبضة
فأصبح كلامه مسموعاً
وفعله من الأغلب ملحوظاً
متابعيه كثر كثرة الذباب
وذمه ممنوعاً مغلق الأبواب
أغراه الرقم الذي يسجل في خانة المتابعين والمعجبين، فظنوا أنه محور اهتمامهم الذي بدونه ستتحول حياتهم إلى تيه وضياع، فصفقوا ودندنوا ليستمر في العطاء كما قالوا، وهو تابعهم فيما يريدون ليأخذ من هنا وهناك الأجرة والدعم والهدايا والإكراميات والشهرة، وحاله يقول “رزق الرويبضة على المتابعين”.
استأسد الذئب
ولم أقل الكلب عمداً وليس خطأً، لأن الكلب من طبعه الوفاء والدفاع عن صاحبه والتضحية بنفسه في محاولاته حماية أصحابه، أما الذئب فطبعه الغدر والخيانة، فلا عن صاحب يدافع، ولا هو للوفاء والتضحية جامع، يفعل بضحيته الأفاعيل، لا رحمة يعرف ولا جميلاً يصون. يعتبر خيانته بطولة وغدره ذكاءً، يفرح بإنجازاته الخسيسة وأعماله الخالية من المروءة، ثم تراه يتكلم في المجالس والتجمعات بروايات المجد الذي يزعم أنه صنعه، والعز الذي يخيل له أنه خلَّفه، يرى نفسه بطل الأبطال، وما درى أن الكل يكنيه “أبو رغال”، ويتقونه اتقاءً لشره، فويل له ثم ويل له.
استشرف الوضيع
فتراه لا علماً حاز، ولا بفخر فاز.
ضعيفاً في نصرة الحق، هزيلاً في سعيه إلى المكارم، أخلاقه السوء، ومصاحبته خيبة، وعشرته خسارة.
لا يتعايش معه غير أمه وأبيه أحد إلا مكرهاً أو مضطراً. سمعته بين الناس قبيحة، وسلامك عليه أمام الأسوياء من البشر فضيحة.
ومع هذا كله، إذا دخل مجلساً انتزع صدره، واستفرد بالحديث دون سواه، لا يرى أحداً يستحق الاحترام، ولا يقيم مكانة لا لكبير سن ولا لعزيز مقام.
وضيع جعل نفسه في مكان الشرفاء، حشف وسوء كيلة، لا هو حسّن خلقه فيقبله الناس، ولا هو عرف حاله فاستراحو منه.
قاتلك الله ما أقبحك، وأهلكك الله ما أوقحك.
مثله كمثل حمار السوق، إذا شبع رمح الناس، وإن جاع نهق.
(مع الاعتذار للحمار على إهانته بهذا التشبيه).