قدرها ونصيبها بأنها كانت أعلى الشجرة ، وهذا قدر جميل ،
عندما رأت العالم تحتها وأسفل منها ،ونسيت أن الضمأ في رؤوس الاشجار وانها احيانا محطة عبور للغربان .
تنرجست على رفيقاتها في شجرة الحياة.
ظنت زوراً أنها في قمة الأغصان مخضرة باهية، فنظرت لمن تحتها بازدراء ، بينما جميع الأوراق والأغصان يرونها صغيرة ويعرفون حجمها وبدايتها !
استمرت في شموخها الكاذب لأن الجميع يُسقي من جذر واحد ، ويقفون على ساق واحد ، هي بغرورها تترنم كل يوم بسطرين أو ثلاثة من الشعر أو عنوان أو أثنين مما يتقنه كل من يعرف القراءة، فتنتشي بندولات حب التملك والسيطرة والتملق ، فتارة تصيح بالأعلى إحذروا من رياح الخريف القادمة ، واحترسوا من زخات المطر الحانية، فأنتم قريبون من الأرض ومن القطف ، وتغتاب ،وتقذف.
والكل يعلم قربعة الورقة البائسة، التي فقدت بريقها المزيف ، وبان ضحالة مشاربها.
مسكينة هي (مجرد ورقة) ،
لكن عقدة الشيطان أنا خيرٌ منه ،والتعالي المقيت ، وجحفلت الأوراق الناضجة حولها ، وجحودها لايادي فلاح عظيم اكرمها وسقاها ، ولأن الإعتراف بمزايّا الآخرين صفة الأنبيَاء :
” وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي ”
هي مجرد (وريقة ) قاربت الإصفرار بل إصفرت.
ولا تزال ترمي جزافا بسواد فكرها الآسن ، وتتطفل على بهاء رفيقات الأغصان .
وتتسامى على الباسقات المثمرات،
النايفات، بزعم ان كل الأوراق والثمار الناضجة ناصبتها العداء ،
ولكثرة زقزقة العصافير بانتشاء على أكتافها ، وتنميط الأوراق المنخورة حولها .كثُر الصراخ.
وكل هذا ..
لمجرد الشعور بالهزيمة وتذمر الرفاق ، وأقبلت رياح الخريف الانيقة التي تقتلع كل الأوراق المسمومة في شجرة الحياة العظيمة ،وفي لحظة جاءت رياح الخريف قبل موعدها فأقتلعت كل الأوراق التي لفظتها ورمتها الشجرة العظيمة لان جزاءها من جنس عملها ، لأن إنكْار مزايْا الآخرين من صفة الشيطٌانْ ؛
” قَالَ أَنَاخَيْرٌ مِّنْهُ “فإلى محرقة النسيان حتى يعاد تدوير بقايا قصة متغطرسة في مخلفات البستان ، لتدفن في الارض وتعرف مصيرها ،
وحتى لا نتقل بقايا شحوبها ، واصفرارها لبقية الاشجار القادمة بحياءٍ وبِحياة .
شكراً للمؤتفكات التي عرّت وطهرت الارض واتت بالبذور والتجديد .
فعلاً ..هي لا تتعدى كونها مجرد ورقة !
اقصد وريقة صفراء.