اختلاف المقاصد والتباس المعاني وعدم الوضوح في الطرح واستشكال الفهم .. كلها أسباب أساسية في حدوث المشاكل وانتشار الضغائن وعموم الفرقة ووجود التفرقة .
بالرغم من أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نبهنا أي جميع المسلمين بالعموم – ونحن – على وجه الخصوص في جزيرة العرب أن له علينا مداخل في إثارة المشاكل ..
كما ورد في الحديث بصحيح مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
«إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ».
حيث أَخْبَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ إبليس أَيِسَ أنْ يَعُوْدَ المؤمنون المصلون لعبادته والسجود للصنم في جزيرة العرب، ولكنه لا زال يَطْمَع، ولا زال يبذل قصار جهده وعمله وسعيه في التَّحريش بينهم بالخصومات والشَّحْنَاء والحروب والفتن ونحوها.
ولابد لنا أن نتنبه لمثل هذه المداخل ولانعينه علينا وعلى أهلنا ومن لنا صلة وعلاقة بهم في أي مكان وزمان ، فتعم القطيعة وتنتشر الضغائن وتُهدم العلاقات .
لذا يجب أن نعمل جاهدين على سد الطرق المثيرة ومن أبسطها سؤال الطرف الآخر عن مقصده واستيضاح غرضه ، والطلب منه أن يعبر عما يريد بألفاظ دقيقة وصريحة حتى يكون الفهم صحيحا ويدرء عنه مايستشكل عليه.
ومن تمام المحبة و الرغبة بإغلاق باب سوء الفهم والقطيعة السؤال عن المقصد والهدف المراد فقط .
وقد يعمل بعض الناس عمل إبليس – والله المستعان – في نشر التفرقة واذاعة الأخبار السيئة ، وتحريف الأهداف ، والباس الكلام لباس الخطأ وهو صحيح ، وهؤلاء لايعلمون بأنهم يأخذون دور الشيطان ويعينون على إخوانهم وأهلهم وزملائهم ، ويجب أن يتقي الله من يسعى بين الناس بالقطيعة والإفساد والفساد وتحريف الكلام ، ولنكن عونا على الصلاح والإصلاح في مجتمعنا .
ونكون كما في الحديث الشريف الذي أخرجه ابن ماجه في سننه وصححه ابن حبان عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه.
المشاهدات : 14600
1 تعليق
بورك قلمك