كل ما نحتاجه هو سلام داخلي عميق، ولن نجده إلا مع الله ومن الله. فكلما اقتربنا منه، زادنا من فضله ولطفه الخفي.
لقد منحنا الله الليل والنهار، ووقتنا كافٍ لنحصل على السلام الداخلي الذي نحتاجه، لنستمر في أداء مهام الحياة بشكل صحيح وسليم.
الكون قائم على نظام، وكل شيء خلقه الله بترتيب دقيق، لكننا غالبًا ما نخالف سنّة الله في خلقه. كل ما حولنا يدعونا إلى استثمار الوقت، والتنظيم، والتخطيط؛ لكي نحقق التوازن، وتصبح حياتنا مليئة بالإنجازات العظيمة.
ولا تبدأ عظمة ما نقوم به إلا عندما نستثمر وقتنا في صحتنا، وبناء عقولنا وأنفسنا وأرواحنا بناءً سليمًا، مما يساهم في تحقيق النجاح والتوازن الداخلي.
لقد منحنا الله الليل للسكن والطمأنينة والراحة والنوم، والنهار للعمل والسعي في مختلف مناحي الحياة.
قال تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ﴾ [النجم: 39-40]
وقال تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾ [البقرة: 148]
وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 133]
حثّنا الله في كتابه الكريم على استثمار أوقاتنا، والالتزام بالنظام، والمسارعة في الإنجاز. كما حثّنا رسولنا المصطفى ﷺ على اغتنام الوقت، فقال:
“اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ”.
نحن خُلقنا لغاية واحدة لا غير، وهي العبادة، وخُلقت لنا الحياة لتكون وسيلتنا لعبادة الله كما أراد، وفق ترتيب ونظام، فلماذا نخالف سُنّته في كونه وخلقه؟
كم نحن غافلون عن الحكمة الحقيقية التي انشغل عنها غالبية الناس، بل ربما كلنا. لقد انشغلنا بما خُلق لنا، وتكاسلنا عن الغاية التي خُلقنا من أجلها.
قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات: 56-58].
القرب من الله هو نجاتنا من كل الصعوبات والضغوط التي نمر بها. فهو يعيد ترتيب حياتنا، ويمنحنا التوازن الذي فقدناه مع مغريات الحياة واتّباع أهوائنا. القرب من الله هو مفتاح السلام الداخلي العميق الذي نبحث عنه، وهو ما يحقق الاتزان الذاتي والنفسي.
وحينها نمتلك القدرة الكاملة على تحقيق الثبات الانفعالي، الذي يجعلنا أكثر مرونة في التعامل مع أنفسنا والآخرين. وهذا هو الإنجاز الحقيقي. أما بقية الإنجازات، فهي نجاحات يسيرة يمكن تحقيقها بوسائل عديدة، مهما بدت صعبة للبعض.
إن مجاهدة النفس، وترويضها، والانتصار عليها، هو الاختبار الحقيقي للحصول على السلام الداخلي العميق والدائم، الذي يُقال عنه *”الرضا”.
وأخيرًا، أختم قائلة لنفسي ولكم:
كن مع الله، يكن معك. وكن جميلًا، ترَى الوجود جميلًا.
دمتم جميعًا بسلام، وفي سلام، يا أهل السلام.
اللهم صل وسلم عليه
السلام الداخلي الذي يحيط روحك
هو نعمة يأتيك الله بها
لتعيش مواقف حياتك
كما ينبغي دون تدخل
وضغوطات تفسد عليك الكثير
إبحث عن من يبعث داخلك السلام
وخذ من وقتك لأجل ذلك ..
دام إبداعك ماجدة
مبدعه ومتألقه دائما باحرفك ما شاء الله اتمنى لك كل التوفيق والتقدم🤍
صدقتي مقالة رائعة لا فض فوك ولا عاش حاسدوك
تسلم يدك ماحده –