الكثير منا يحرص على فعل الخير، ويسعى بل ويبادر إلى أداء الطاعات والمساهمة في أعمال البر، ويدعمها ليجبر الزلل والتقصير،
**ففي نهاية الأمر، لا أحد منا معصوم**، فنحن نقع في الأخطاء ونرتكب الذنوب، فالشيطان يجري منا مجرى الدم. **ومع ذلك، ما دام التوحيد نابضًا في الصدور، والصلوات الخمس تجد من يحرص عليها ويجتهد في أدائها، فإن الخير باقٍ في الناس.**
**لكن المشكلة الحقيقية لا تكمن في الطاعات بحد ذاتها، ولا في طريقة أدائها، وإنما في الغفلة.**
فنرى الكثير يكابد نفسه إن قصر في حق من حقوق الله، وهذا أمر محمود ودليل على الصلاح. **إلا أن البعض قد يظن أنه أتم الإصلاح على الوجه المطلوب، وفعل كل ما بوسعه طلبًا للجنة والمغفرة، وهنا تكمن المفارقة.**
فكيف نمضي في الحياة، نرجو رضا الله وقبوله، ونبذل قصارى جهدنا في أبواب الخير، ونستغل مواسم الطاعات، **بينما نتناسى حقوق العباد التي لا تسقط إلا بعفوهم؟**
**وفي هذا السياق، لا بد أن نتوقف عند حقيقة مؤلمة:**
هناك حقوق لم نؤدها، وديون لم نسددها، **
وفي الوقت الذي نرجو فيه ما عند الله، قد نكون نظلم غيرنا دون أن نشعر.**
فكيف يهنأ بالنوم من أبكى عينًا وسلبها أمنها؟ وكيف يسلو ويبتسم من ظلم أحدًا وتسبب في دمار حياته؟
**فالظلم لا يكون باليد فقط، بل قد يكون بالكلمة، بالموقف، أو حتى بالصمت عن الحق.**
وهذا النوع من الأذى قد يؤجل سداده ليوم الجزاء إن لم يعفُ عنه صاحبه،
**فليحذر كل منا من بعثرة القلوب وتدمير النفوس !**
**من هنا، ندرك أن الظلم، بكل أشكاله وأنواعه، منبوذ.**
فلا تقهر، ولا تخذل، ولا تكن سببًا في انهيار سقف على رأس أحدهم ثم تأمن مكر الله. **واليوم، ونحن مقبلون على شهر العفو والمغفرة، حان الوقت للتحلل من مظالم العباد،**
فهذا خير لنا من أن تؤجل عند الله ليوم الفصل، حيث لا ينفع الندم.
بقلم /الكاتبة زايده حقوي
كاتبة ومؤلفة وقاصة