من أرخص اللحوم عند من لايعرف حرمتها وقداستها.
يقول جابر رضي الله عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأرتفعت ريح مُنتنة، فقال: (أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريحُ الذين يغتابون المؤمنين )،
والغيبة والاستطالة والولوغ فيها من أعظم الجنايات في الإسلام ، وإن أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق ،وهو الفسوق،
فهذه عائشة رضي الله عنها قالت: “قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: حسْبُك من صفية كذا وكذا”، قال بعض الرواة: “تعني قصيرة”، فقال: (لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمَزَجَتْه) ؛ كلمة أو وصف حقيقي بسيط لو خلط بماء البحر على كثرته في الكون لمزجته وافسدته،،ومنها الوصف أو التقليد أو التلميح أو التصريح بإي صفة عن هذا الغافل ،
وهي من أفضع ما يُفكِّك بنيان وكيان الأُمَّة، ويهدُّ أركانها، ويُهدِّد الفضيلة، الطعنُ في الأعراض والاستطالة على الحُرُمات ، وهو النوع الآخر من الربا -وهذا يجهله كثير من الناس أو يجهلون أنه معدودٌ في الربا بل إنه أربى الربا وهو الولوغ في الأعراض؛ وقيعةً وقذفًا وشتمًا وتعدِّيًا وسبًّا وبغيًا وظلمًا، وأشنعه وأقبحه وأعظمه ضررًا، كما حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم-وذلك لأن عِرْض الإنسان أثمن عليه وأغلى من ماله، ومكانة العرض أعظم من مكانة المال( كل المسلم على المسلم حرام ، دمه ، وماله ، وعرضه ) وقال الله تعالى: ( أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا ً فكرهتموه ) ،
لَمَّا عُرِجَ بالحبيب صلَّ الله عليه وسلم ، يقول مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ؟! قَالَ: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ” ،
وقد حذر النبي صل الله عليه وسلم وقال يامعشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه ، فالأمر خطير جداً فإن كان ماقلته صحيح فقد اغتبته ،وان كان ليس مافيه فقد بهته ، وكلها جناية عظيمة،
واخيراً :
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 12]
وصف دقيق للغيبة وأنها أكل لحم ميت ، نسأل الله أن يتوب علينا أجمعين.
المستشار
مشبب بن ناصر المقبل
25311