كشف المستشار التربوي والأسري والاجتماعي الدكتور أحمد المسند عن اضطراب الشخصية الحدية، موضحًا في مقطع فيديو أن هذا الاضطراب يُعد من الحالات النفسية التي يمكن علاجها إذا تم اكتشافها مبكرًا.
وأكد الدكتور المسند أن الأخصائي النفسي يمكنه تقديم جلسات سلوكية معرفية تساعد المرضى في التعافي من هذا الاضطراب، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر اللجوء إلى العلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب النفسي.
وأوضح المسند أن الشخصية الحدية تقع بين الاضطرابات النفسية العصبية (مثل القلق والاكتئاب) والاضطرابات النفسية الذهنية (مثل الفصام والاضطراب الثنائي القطب)، مما يجعل تشخيصها أمرًا معقدًا أحيانًا.
وأضاف أن الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب قد يظهر سلوكًا غير مستقر، وقد يتجلى ذلك في صعوبة التعامل مع الآخرين، خاصة في العلاقات الاجتماعية والزواج.
وأشار إلى أن الشخصية الحدية تنشأ غالبًا بسبب البيئة المحيطة والتربية في مرحلة الطفولة، مثل التعرض للضرب المفرط أو الهجر العاطفي من أحد الوالدين، مما يساهم في تكوين هذه الشخصية في وقت لاحق.
واستعرض الدكتور المسند بعضًا من أبرز علامات الشخصية الحدية، مثل الانفعالات العاطفية المفرطة، التسرع في اتخاذ القرارات، والشعور بالوحدة الشديدة والخوف من الهجر، كما أشار إلى أن هذا الاضطراب يؤثر بشكل كبير على الحياة الأسرية، مما يؤدي إلى مشاكل مع الشريك والأسرة والمجتمع بشكل عام.
وأكد أن الأفراد المصابين بهذه الشخصية غالبًا ما يعانون من صعوبة في الحفاظ على العلاقات طويلة الأمد، مشيرًا إلى أن النساء أكثر عرضة لهذا الاضطراب من الرجال بنسبة 75% مقابل 25%.
وأضاف أن هذه الشخصية قد تكون سببًا في تفكك الأسرة، حيث يصعب على الشخص الحدّي الحفاظ على استقرار علاقاته الزوجية بسبب ردود أفعاله المبالغ فيها.
وفيما يخص العلاج، أكد الدكتور المسند أن العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الدوائي متوفران بشكل فعال.
وأوضح أن اكتشاف الشخصية الحدية في وقت مبكر يساهم في علاجها بشكل أفضل، مشددًا على أهمية أن يُعالج المصابون بهذا الاضطراب بشكل متخصص من خلال أطباء نفسيين وأخصائيين في السلوكيات.
وفي الختام، دعا الدكتور المسند إلى ضرورة زيادة الوعي حول اضطراب الشخصية الحدية، خاصة في المجتمعات التي تفتقر إلى المعرفة الكافية حول هذا النوع من الاضطرابات النفسية.
وأضاف أن العلاج المبكر يمكن أن يغير حياة المصاب بشكل جذري، ويحول دون التأثير السلبي الكبير على علاقاته الشخصية والأسرية.