المخدرات ليست مجرد مادة، بل بوابة مظلمة، من دخلها لم يخرج منها سالمًا إلا أن يشاء الله. تبدأ بخطوة صغيرة، وتُزيَّن بمتعة زائفة، لكنها تقود إلى هاوية نفسية واجتماعية وأخلاقية.
يدخلها الشاب غالبًا بدافع الطمع في المال أو الهروب من الواقع، فيبدأ بسرقة نفسه، ثم أهله: أمه، أبيه، إخوته. وإن نفدت موارده، اتجه إلى الأقارب وكبار السن بحجة “السلف”، ثم إلى أقرانه، يخدعهم بما لم يعترف به لنفسه.
ومع الوقت، يبدأ في جرّ الآخرين لهذا المستنقع: يستدرج أقرباءه، ثم من يُتوقع أن يُبلّغ عنه، ثم يتحول إلى وسيط بين المروجين وضحاياه من الأصدقاء.
لا يخفى أمره على الناس، رغم ظنه بذلك؛ فهو يخرج في أوقات غريبة، يبدو عليه الوهن، يهمل مظهره، تتكرر حركاته اللا إرادية، يفقد المرؤة والحياء، ولا يلتزم بعمل أو وعد، ويغدو عالة على أهله ومجتمعه.
لكن الدولة لم تقف متفرجة؛ فقد كثفت حملاتها الأمنية لملاحقة المروّجين والمتعاطين، وفتحت بوابات المستشفيات والمصحات لمن أراد العلاج والتوبة، دون ملاحقة قانونية، بل برحابة أمل في عودته إنسانًا سويًّا.
نسأل الله أن يشفي كل متعاطٍ، وأن يحمي أبناءنا ومجتمعنا من شرور هذه الآفة. فالمخدرات تهدم ولا تبني، وتُفقد الإنسان أعزّ ما يملك.
✍🏻 حسن حبيبي