قبل خمسة وعشرين عامًا، كنتُ طالبة طموحة، لكن الحياة وضعت أمامي تحديات حالت دون استكمال دراستي. رغم ذلك، ظل حلم التعليم متأججًا في داخلي، ينتظر الفرصة المناسبة ليظهر من جديد.
على مر السنوات، عشتُ تجارب مليئة بالتحديات والنجاحات. أنجبت سبعة أطفال، وشاهدتهم يكبرون ويحققون أهدافهم. اليوم، تخرج أربعة منهم والتحقوا بسوق العمل، بينما تزوجت ابنتي وأنجبت، مما جعلني جدة فخورة.
لكن وسط هذه الإنجازات، كنتُ أيضًا طالبة من نوع مختلف، طالبة تتحدى التعب وتصارع الوقت، متمسكة بالأمل في استئناف دراستي.
قبل خمسة أشهر، فقدتُ والدي – رحمه الله – الذي كان ينتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر. في يوم تخرّجي، رفعت يدي بالدعاء وقلت: “يا رب، أخبر أبي أنني حققت حلمي.”
كانت تلك لحظة مفعمة بالمشاعر، تجمع بين الحزن والفخر. ورغم طول الطريق، كان كل جهد يستحق العناء.
اليوم، بعد أن أصبحت خريجة، لم أعد مجرد أم وجدة وطالبة، بل أصبحت شخصية إعلامية معروفة ومدوِّنة في مجالات العلم والعمل. لقد شققت طريقي الخاص وأصبحت مصدر إلهام للآخرين.
أكتب هذه الكلمات لأقول لكل أم وامرأة شعرت يومًا أن الوقت قد فات: لم يفت الأوان أبدًا. يمكنكِ أن تحلمي مجددًا وتحققي أحلامك. الطريق ليس سهلًا، ولكنه مليء بالعزيمة والنجاح لمن تصبر.
أُبارك لكل أم ثابرت ولكل امرأة لم تنسَ نفسها، ولكل من ترفع رأسها فخورة بشهادتها بعد سنوات من الصبر والعطاء.