النتيجة بنية فوقية تراها العين، والمهم البنية التحتية التي أنبتتها ولا تراها العين.
الناصح من البشر الذي يقول: افعل، كن، اصبر… ويبدأ بفعل الأمر، لا تُصغِ له؛ ابحث عن العمق Know How الذي يدلك على “كيف”، و”كيف” هي روح التدريب الذي ينمّي ويبني القدرات.
ومن أسراره الاحترافية ما يلي:
(أ) السر الأول
اتباع الخطوات الأربع لصناعة التدريب، وهي:
التقديم: ويتضمن عرضًا نظريًا عن مفهوم وخطوات القدرة، مثل مفهوم تخليص الموظف من عادة سيئة، وخطوات “روس” لتخليص الموظف من عادة سيئة (Bad Habit).
العرض: ويتضمن عرضًا مرئيًا من المدرب لخطوات تخليص الموظف من عادة سيئة، بالتطبيق على حالة حقيقية يقدمها المتدربون مثل التأخر، ضعف الإنتاجية، الإهمال…
الأداء: ويتضمن قيام المتدربين أفرادًا أو مجموعات بتطبيق القدرة كما سمعوها في التقديم وشاهدوها في عرض المدرب.
الاستخلاص: ويتضمن تغذية راجعة وفق نموذج عن أداء المتدرب بحسب خطوات بناء المهارة، ويكون ذلك وجهًا لوجه.
وفي كل المراحل تُستخدم حزمة من طرق ووسائل التدريب المناسبة، والتي لا تقل عن عدد المراحل.
والذي يميز التدريب ثلاث صور للدورة التدريبية، هي:
صورة المدرب وهو يقدّم ويعرض.
صورة المتدربين أفرادًا أو مجموعات وهم يؤدّون.
صورة تجمع المدرب والمتدرب للاستخلاص والتغذية الراجعة.
وللأسف، بعض الدورات ترى فيها فقط صورة واحدة وتُسمى ظلمًا “دورة تدريبية”، وهي في الحقيقة نوعٌ آخر.
ويلجأ لها بعض المدربين لأنها تُريح المتدربين، ولكن لا تُضيف لهم جديدًا، وتُعرف بـ Comfort Zone.
التدريب عمل جاد، واستثمار، وجزء من الواجبات الوظيفية، والراحة في الإجازة.
لكن التشويق والترغيب وسيلة تحقق الأهداف التدريبية، والعلم لذة وليس شقاء.
ويجب تحبيب العلم، وجعل الدورة تجربة سارّة يحب المتدرب تكرارها، والحذر كل الحذر من التنفير وربط العلم بالمشقة.
ولهذا، يجب الالتزام بوقت الفسحة والاستراحة وأداء الصلاة، فهي ضرورية جدًا جدًا وليست هدرًا، لأن التدريب في غالبه مجهود عقلي وليس بدني، والمجهود العقلي ثقيل على الإنسان.
(ب) السر الثاني
إدراك الفرق بين أنواع المهارات التي تشكل القدرة، وهي:
مهارات وجدانية مثل: الولاء.
مهارات عقلية مثل: اتخاذ القرارات.
مهارات حركية مثل: تشغيل جهاز.
السر الثالث
تحديد مستوى التدريب، ويتضمن:
المعرفة: وخصوصًا في التخصصات النظرية، ويُعتبر مستوى أدنى، ويُوكل غالبًا للتعليم.
المهارة: وتكون في أعمال متخصصة في مهارة واحدة، ويُعتبر مستوى أول.
القدرة: وتكون في أعمال تحتاج أكثر من مهارة، لأن القدرة مجموعة من المهارات مثل مهارات المدير التي تتضمن: التخطيط، التنظيم، الإشراف، التقويم… ويُعتبر مستوى متوسط.
الكفاءة: وهي امتلاك الشخص عددًا من القدرات، مثل قدرات لاعب الكرة في استقبال الكرة، وتمريرها، والتمركز، والحس القانوني… ويُعتبر مستوى متقدمًا.
الجدارة: وتمثّل مرحلة الاعتراف بالشخص في مجاله (Recognition)، وفي هذا المستوى تُسلّم الشهادة المهنية.
السر الرابع
إتقان أدوات التدريب، وأهمها:
طرق التدريب.
وسائل التدريب.
إدارة المواقف السلوكية في التدريب.
تقويم التدريب.
وتحتاج كل أداة إلى دورات متخصصة، ويجب أن يكون الحصول عليها متطلبًا في رخصة التدريب.