السبت, 24 محرّم 1447 هجريا, 19 يوليو 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 24 محرّم 1447هـ

الفجر
04:16 ص
الشروق
05:44 ص
الظهر
12:28 م
العصر
03:51 م
المغرب
07:12 م
العشاء
08:42 م
المشاهدات : 15184
التعليقات: 0

الإجازة الذكية…

الإجازة الذكية…
https://www.alshaamal.com/?p=298398

ليست الإجازة مجرّد وقت نرتاح فيه من الدراسة أو العمل… بل هي مساحة ذهبية نعيد فيها ترتيب أرواحنا، ونلتقط فيها أنفاسنا لنكمل الطريق بذهنٍ صافٍ وقلبٍ ممتلئ.
الإجازة هي فرصة العمر الصغيرة… فرصة لأن نكون أقرب لأنفسنا من أي وقت مضى.
هي وقت للهدوء، لكن ليس للسكون… للراحة، لكن لا للركود… للانطلاق، ولكن هذه المرة من الداخل.

كم مرة تمنّيت أن تراجع أهدافك وتعيد كتابة رؤيتك؟
كم مرة قلت “إذا جاء وقت فاضي بسوي كذا وكذا…”؟
الإجازة جاءت، وهذا هو الوقت!

ابدأها بحماس، واستقبلها وكأنها بداية جديدة… لأنك تستحق أن تعيشها بكامل وعيك، بطاقتك، وبقلب يعرف إلى أين يريد أن يصل.

حين تُعلن الإجازة، يفرح الناس، بعضهم يراها محطة راحة، وبعضهم يراها هروبًا مؤقتًا من روتين أثقل أرواحهم. لكن هناك من يراها فرصة… فرصة للعودة إلى الذات، لمراجعة النفس، لإعادة ترتيب الفوضى بلطف، ولأن يكون الإنسان أقرب لما يريد أن يكون عليه.

الإجازة ليست وقتًا فارغًا نملأه بأي شيء، بل مساحة نقيّة نرسم فيها ملامح جديدة لحياتنا. لا تحتاج إلى جدول صارم، ولا خطط مرهقة، كل ما تحتاجه هو أن تكون حاضرًا بقلبك، واعيًا باختيارك، لطيفًا مع نفسك.

هي فترة خلوة هادئة مع الذات…
تتيح لك أن تنظر بعمق إلى رؤيتك، أهدافك، اتجاهك، ماذا تحقق منها؟ وما الذي يحتاج لإعادة توجيه؟
في زحام الأيام المعتادة، قد ننسى لماذا بدأنا، وقد تضيع ملامح الحلم وسط التفاصيل الصغيرة. لكن الإجازة، حين تُستثمر بوعي، تكون نقطة إعادة تشغيل داخلية.
جلسة صادقة مع النفس، ورقة وقلم، ورؤية واضحة تُعاد كتابتها، هذه أبسط وأقوى هدية تقدمها لنفسك في الإجازة.

ابدأ يومك بسؤال بسيط: ما الذي أحتاجه فعلًا؟
قد تكون بحاجة إلى راحة حقيقية، أو إلى لقاء مؤجل مع نفسك، أو إلى استعادة هواية قديمة تخلّيت عنها دون أن تدري.
قد تكون بحاجة إلى أن تمسك بكتاب، لا لهدف سوى أن تغذّي عقلك وتستمتع. أو تمشي بلا هدف واضح سوى أن تحرّك طاقتك العالقة.

في الإجازة، نملك خيار التغيير دون ضغوط. بإمكاننا أن ننام مبكرًا، ونصحى على هدوء، ونصنع طقوسًا صغيرة نحبها. كوب قهوة على الشرفة، جلسة تأمل قبل النوم، نزهة قصيرة مع من نحب. نملك الوقت لنعيد ترتيب غرفنا، أو قلوبنا. نملك الوقت لأن نعيد النظر في أحلامنا، ونحيي منها ما طاله الغبار.

ليست الإجازة عن الإنجاز بقدر ما هي عن الاتزان.
أن تعيش أيامك برضا، ولو أنجزت القليل، لكنه كان نابعًا من رغبة، لا من ضغط.
أن تتعلم شيئًا جديدًا ولو بسيطًا، أن تحسن علاقتك بأهلك، أن تراجع نفسك بصمت دون جلد، أن تضع نية طيّبة لبداية أجمل بعد الإجازة.

ربما لا تحتاج الإجازة إلا إلى روح تعرف كيف تستمتع بالبساطة، وتقدّر اللحظة، وتترك أثرًا صغيرًا في كل يوم يمر. روحٌ لا تستهلك وقتها في المقارنة أو في اللوم، بل في الإحياء… إحياء النفس، والعلاقات، والطموحات.

امنح نفسك هذه الفرصة، وابدأ من حيث أنت، بما تملك، وبقلب ممتن.
فأجمل الإجازات ليست التي نسافر فيها بعيدًا، بل تلك التي نقترب فيها من أنفسنا أكثر.

بقلم عائشه محمد الحربي

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>