منذ أن وحّد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – هذا الكيان المترامي الأطراف عام 1351هـ/1932م، تغيّرت ملامح الجزيرة العربية بأكملها؛ فبعد أن كانت تعيش حالة من التفرّق والشتات، عمّها الاجتماع والوحدة، وبعد أن كانت تعاني من الخوف والسلب والنهب، حلّ الأمن والأمان، وبعد أن أنهكها الفقر وشظف العيش، أشرقت عليها خيرات ورخاء بفضل الله تعالى ثم بفضل الرؤية الحكيمة للمؤسس ومن بعده أبناؤه الملوك البررة.
إن هذا اليوم العظيم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو استحضار لقصة ملحمة بطولية، قادها الملك عبدالعزيز على مدى اثنين وثلاثين عامًا من الكفاح المتواصل، منذ أن استرد الرياض عاصمة ملك آبائه وأجداده في الخامس من شوال عام 1319هـ الموافق 15 يناير 1902م، لتبدأ معها مرحلة بناء وطن توحّد تحت راية واحدة، وأضحى كيانًا شامخًا بين الأمم.
ونحن إذ نحتفي باليوم الوطني الخامس والتسعين، نستذكر بكل فخر البطولات والتضحيات التي بذلها الملك المؤسس ورجاله، ونقف إجلالًا لما تحقق من نهضة عظيمة في شتى المجالات على يد ملوك المملكة من بعده، وصولًا إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – حيث تسابق المملكة الزمن بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، ورؤية طموحة جعلتها في مصاف الدول المتقدمة.
اليوم الوطني هو يوم الولاء والانتماء، يوم الفخر بالمنجزات، ويوم نجدد فيه العهد والوفاء لهذا الوطن المعطاء الذي نذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين، ورفع راية الحق خفاقة في كل المحافل.







