الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447 هجريا, 5 ديسمبر 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 14 جمادى الآخر 1447هـ

الفجر
05:29 ص
الشروق
06:52 ص
الظهر
12:12 م
العصر
03:13 م
المغرب
05:33 م
العشاء
07:03 م
عاجل :

خادم الحرمين يوجه بتمديد العمل ببرنامج «حساب المواطن» والدعم الإضافي للمستفيدين حتى نهاية عام 2026

ثقافة وفن

معرض الرياض 2025 — حين تُبصر البصيرة ما تعجز عنه العيون

معرض الرياض 2025 — حين تُبصر البصيرة ما تعجز عنه العيون
https://www.alshaamal.com/?p=305472
تم النشر في: 19 أكتوبر، 2025 12:20 ص                                    
53144
0
aan-morshd
زفاف الحربي - الرياض
aan-morshd

في قلب العاصمة، حيث تُقام الاحتفالات بالكلمة وتُقاس المسافات بالقراءة، وقفَ معرض الرياض 2025 كمنارةٍ تقول بصوتٍ واحد: هذا وطن يرى؛ ليس بالعين، بل بالبصيرة.

وصلْتُ إلى المعرض حاملةً كتابي وصوتي الذي تربّى على الإصرار، فلم أبحث عن أن يُرى وجهي بقدر ما رغبت أن تُسمَع كلمتي.
وما وجدته هناك كان أكثر من جمهورٍ أو ضوءٍ إعلامي — كان وطنًا ينبض بالوعي، شعبًا ودولةً وإعلامًا يصنعون معًا مشهدًا يليق برؤية لا تعرف المستحيل.

مشاركتي في معرض الرياض للكتاب 2025 لم تكن مجرّد حدثٍ ثقافي، بل رحلة وعي وتمكين.
كنت شاهدة على جهودٍ جبارة من دولتنا الحبيبة التي جعلت من التنظيم درسًا في الشمولية، ومن الثقافة سلوكًا وطنيًا يعيشه الجميع.
منذ لحظة الدخول، كان كل شيء مهيأ بدقة — من المسارات الميسّرة إلى الفرق التطوعية — كأن المعرض كُتب ليقول: “هنا، الجميع قادر”.

أما شعب السعودية، فقد كان الوجه الأجمل للمشهد.
في المترو، في الممرات، في قاعات المعرض…
لم أكن أعرفهم، لكنهم كانوا يعرفون الإنسانية كما يجب أن تكون.
يساعدون، يبتسمون، يسألون بلطف، ويجعلونك تشعر أنك بين أهلك.
ذلك الوعي المجتمعي هو ما يجعل من المملكة وطنًا يُبصر بروحه قبل عينه.

وفي جانبٍ آخر، كان الإعلام الوطني حاضرًا بقوة.
من القنوات التي استضافتني ومنحتني فرصة الحديث عن تجربتي ككاتبة كفيفة، إلى المنصات التي نقلت رسالتي، كان التقدير واضحًا.
ظهرت في قلوب من آمنوا أن الرسالة أهم من المايكروفون، وأن قوة الكلمة لا تحتاج ضوء كاميرا، بل صدق نية.

اللقاءات مع القرّاء، مع المبدعين، مع المثقفين، كانت فصولًا من دفء الوطن.
كل من اقتنى كتابي أو سمع عن تجربتي كان يضيف لي معنى جديدًا للنجاح.
إنه النجاح الذي لا يُقاس بعدد الصور أو المقابلات، بل بعدد الأرواح التي تشعر أنك منها.

 

غادرت الرياض وفي قلبي امتنان لا يُوصف.
امتنانٌ لدولةٍ صنعت الوعي فعلًا لا قولًا، ولشعبٍ يجسّد الذوق والرحمة في كل تصرف.
معرض الرياض 2025 لم يكن مجرد حدث، بل حكاية وطنٍ يرى بالنور الذي يسكن قلوب أبنائه.
وفي هذا الوطن العظيم، نحن لا نُعامل كذوي إعاقة… بل كذوي إرادة.
وما دامت البصيرة تنبض، فلن ينطفئ الحلم أبدًا.

بقلم زفاف الحربي
الرياض

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>