وتستمر قافلة الوطن العظيم بالمسير .. لتخترق الصعوبات .. تاريخ مجيد يحمل على عاتقه أثقالا .. سنوات عجاف .. ثم سمان .. أيام صعبة .. ثم مواقف قوية .. مرورا بعسر وضيق ثم يسر وانفراج ..
هذه هي الأيام دول متبادلة .. منذ فجر التاريخ هناك هناء ورخاء .. وبؤس وشقاء .. نباح كلاب .. ثم تغاريد طيور .
المملكة العربية السعودية مملكة الشموخ .. ومركز القوة والثبات الدولي تقف اليوم تعانق سماء الهيمنة والسيطرة الدولية بعد مخاض طويل تكلل بولادة فجر جديد .. تاريخ حديث وخارطة حديثة .. يحمل إسم مملكة العز والأصالة ..
في عهد الحزم والعزم لخادم الحرمين الشريفين مليكنا ووالدنا / سلمان بن عبدالعزيز أطال الله بعمره .. وولي عهد الرؤية والإنجاز وقلب الموازين الدولية صاحب السمو الملكي الأخ والصديق لكل السعوديين / محمد بن سلمان حفظه الله ؛ أصبحنا ثقل عالمي لايستهان به .. تجاوزنا الزمن واخترقنا الخرافة القديمة بعظمة بعض الدول لنكون نحن العظماء .. لأننا مؤمنين بما نملكه من قدرات .. بما نشعر به من إنتماء .. بما نعيشه من ثراء ..
اليوم في الرياض مثلا .. أنت تصعد إلى السماء داخل أعلى بنايات العالم خلال أجزاء من الثانية .. لتنزل سريعا وتجلس مستمتعا داخل أحد الخيام وبيوت الشعر وكأنك في أحد القصور الفخمة ..
تركب سيارتك الفارهه .. طيارتك الحديثة .. يختك الخاص وتنطلق في عالم المتعة .. لتحول إهتمامك فجأه وتمتطي ناقتك بعز وشموخ وتغوص داخل أكبر صحاري العالم ..
هؤلاء هم السعوديين وهذا هو سر نجاحهم .. معتزين بطبعهم .. لايخجلون من ماضيهم .. يعشقون أصالتهم .. يتلذذون بالدمج بين الأصالة والحداثة .. ومع اليوم الوطني ٩٥ الذي يحمل شعار ( عزنا بطبعنا ) نحن لا نراه مجرد شعار بل المرحلة الملكية الفخمة التي وصلنا إليها .. نعم نعتز بطبع البداوة ونحب شعور الحضارة .. نعتز ببيوت الطين وبيوت الشعر ونتفنن بالعمارة الحديثة .. نشرب قهوتنا العربية المُرة .. ونحتسي القهوة العالمية الحلوة ..
قافلتنا تسير .. ونحن عجلة الدفع ..
اتضحت الرؤية وفهمنا الدرس جيدا .. لانرضى بالقليل ونطمح للكثير .. متمسكين بالماضي الأصيل .. ونعشق الحاضر الجميل ..
ورغم كل ذلك نستمر بالدعاء والنصرة لولاة أمرنا .. ننصهر معهم في تناغم عجيب .. نحبهم ويحبوننا .. نخاف عليهم ويخافون علينا ، نفخر بجذورهم العريقة ويتمسكون بقبليتنا وعائلاتنا .
نحن وسطيون في كل شئ .. إلا في حب الوطن فنحن عنصريون حتى المدى البعيد .. لانقبل أبدا المساس بديننا ومعتقداتنا ورموزنا وولاة أمرنا .. هؤلاء هم كل الخطوط الحمراء والمحظورة .. أدام الله عز الوطن .. وأدام وجود حكامنا .. ولا عزاء للمنافقين والأعداء .







