مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الأحد, 19 شوّال 1445هـ

الفجر
04:26 ص
الشروق
05:49 ص
الظهر
12:19 م
العصر
03:47 م
المغرب
06:50 م
العشاء
08:20 م
المشاهدات : 39320
التعليقات: 0

تجاويف التجاويف

تجاويف التجاويف
https://www.alshaamal.com/?p=175549

قراءة في نص “تجاويف حلم”
للكاتبة بدور بن سعيد
______

قرأت – صدفةً – نصا بديعا للأستاذة القديرة بدور بن سعيد ، وأنا يستهويني النص الجميل ، ويستوقفني المعنى العميق ، إنه نص يقف في أعلى درجة من درجات سلم النثر الفني، ويجاور أول درجة من درجات الشعر ، نص رائع مكتنز بكل جمال .

النص دائري في أحداثه وتسلسله ؛ إذ عادت الكاتبة إلى نقطة البدء؛ إذ بدأت وهي في مفترقي حيرتها ، وانتهت عند مفترقي حيرتها ، حتى في العبارات فقد بدأ النص بالخطى الثقيلة ،وانتهى بالخطى الوئيدة.

أحكمت الكاتبة نسج نصها ، وأجادت سبك فكرتها ، ولم يوجد في النص أية ثغرات ، وليس فيه أي خلل ،ولا فجوات ، فهو نص محكم رصين، فكل كلمة تؤدي دورها في مكانها ، وتُسلمُك للتي تليها ،وكل تركيب يحقق مقصوده ،ويوصلك لما بعده.

تدهشك الكاتبة باستخدام “غير المألوف” من العبارات ، فالجميع يقول أقف في مفترق طرق ، ولكنه عند بدور ليس مفترق طرق ، وإنما مفترق حيرة، فكأن كل الطرق تؤدي إلى حيرة .

كذلك تغيِّر الكاتبة – بحكمة بالغة – طبيعة الأشياء ، فالقطب الشمالي لم يعد متجمدا ، والساعة لم تعد بها أرقامها التي تشير للوقت.

الوردة هي بطلة النص ، فهي الهدية القيمة في فصل الشتاء وهي التي زرعتها الكاتبة في مفترق حيرتها ، وهي التي يزرعها الزارعون ثم يخسرون، وهي التي انبلجت أساريرها ، وهي التي تُركت على الطاولة تثمينا لدور الطاولة في تقبل ما دار عليها من عبث .

لغة النص لغة شعرية رقيقة موحية ، تضاهي أبلغ القصائد لغة ،
من حيث المفردات الرقيقة والتراكيب الجزلة.

أما الصور البلاغية في النص فلا تحصى ، وحسبي منها :
الاستعارات مثل :
نسج رداء الأمل
أفيض بماء الصبر
جمر الأرق
تضحك شموس الضحى

وكذلك التشخيص ؛ حيث جعلت الطاولة كأنها إنسان يعاني ما يعانيه الإنسان حين قالت : ” عرفانا للطاولة التي تحملت عبثهم في الليلة السابقة” وهذا قمة الاتحاد بين الإنسان والمحيطات به من جمادات.
ويبرز التجريد، حيث جردت من نفسها شخصية أخرى وقالت إنها سئمت توبيخها ، فمنحتها وردة.

يوجد كذلك الطباق الجميل والتضاد الرائع بصورته كطباق إيجاب بين “الشروق والغروب” ، أو كطباق سلب في “لينطفئ ولا ينطفئ ” ؛ مما أعطى المعاني وضوحا.

ويظل النص يحمل القارئ لمشاركة الكاتبة حيرتها ، وهي في مفترق حيرتيها بين العودة لارتداء ثوب الأمل ، والبقاء حيث هي دون قدرة على التحرك؛ وذلك لثقل الخطى.

والحيرة السائدة في النص منطقية وطبيعية ؛ لأن عنوان النص وهو تجاويف حلم ، فالتجاويف متشعبة ومتعددة المسارات ، ومختلفة الطرق ولا تدري أي الطرق يمضي بك للمخرج الآمن.

ـــــــــــــــــ
*طارق يسن الطاهر*
*Tyaa67@gmail.com*

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>