مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم الجمعة, 17 شوّال 1445هـ

الفجر
04:27 ص
الشروق
05:50 ص
الظهر
12:19 م
العصر
03:47 م
المغرب
06:49 م
العشاء
08:19 م
المشاهدات : 196170
التعليقات: 0

قصة قصيرة مكافأة نهاية الخدمة(٢)

قصة قصيرة مكافأة نهاية الخدمة(٢)
https://www.alshaamal.com/?p=199639

قال تعالي 🙁 خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ) سورة الحاقة آية (٣٠)
لمعتْ هذه الآية العظيمة في ذاكرتي بمجرد وقوفي أمام باب الفصل ، شعرت أن ماحدث لي من تبعات الانتداب ، تصفهُ هذه الاية فأنا – مأخوذة بقوة – بسبب طبيعة مهنتي التدريسية..
– مقيدة – بأنظمة مهنة التعليم التي لا تفرق بين مُمتهنيها..
– مغموسة – ليس في جحيم جهنم ، ولكن في جحيم الكثرة وفرط الحركة و معمعة الأطفال ، وعدم الخبرة في أساسيات التعامل معهم ، ولا بطرق تدريس مناهجهم ..
.
فتحت الباب ألقيت التحية ، البعض سمعها وردها والبعض في حالة فوضى وانشغال ، فتحت جهازي الحاسب وقمت بتوصيله بجهاز العرض الذي في الفصل ، وأخرجت جهاز مكبر الصوت ، كنتُ قد اشتريته ؛ ليغلب صوت الفوضى داخل الفصل ، لأصبح أنا المسيطرة أو كما يقال: ( خذوهم بالصوت ) وتكون شرائح الدرس التقدميّة ومقاطع الفيديو بصوت ذو جودة عالية تفوق أصواتهم..
.
كي أطلب من الجميع الهدوء احتجتُ إلى ربع ساعة لضبط الفصل ، أُفرق بين المتخاصمين وأمسح دمع الخائف الذي يبحث عن أمه محاولة تهدئته ، وأمسك بتلابيب الذي يصرخ ويقفز على الطاولة ؛ لاعادته لكرسيه بكل هدوء حتى لا يسقط ويتأذى..
.
أحد الطلبة يشير لي بأن زميلة أنس تحت الطاولة ، ذهبت تجاه تلك الطاولة في منتصف الفصل وخفضتُ من رأسي لأرى ماذا يفعل ..؟!
وجدته تحت الطاولة يعبث بحقيبته التي قد أخرج منها كل شيء ونثرها حوله وعلى ملامحه الحيرة ..
قلت لهُ : أنس ماذا تفعل تحت الطاولة..؟!
قال لي : لم أجد فطوري بالحقيبة ؛ هناك من سرقهُ مني ..!
أخرجتهُ من تحت الطاولة و جمعتُ أغراضه المتناثرة ، ومجموعة من الطلبة ملتفين حولنا يرقبون الحدث ، أعدتُ كل طالب بمكانه
و بدأتُ رحلة البحث عن إفطار أنس ..
في هذه الأثناء وبينما أنا مشغولة بافطار أنس ، وجدتُ ثلاثة أطفال أمام باب الفصل في حالة سباق ، يحاولون الخروج من الفصل ، الأول يحتاج الذهاب لدور المياة والثاني بلغ منه الجوع الشيء الكثير ، يريد أن يشتري طعاماً من المقصف والثالث لم يعجبه الفصل ويريد أن يغيره ؛ لأنهُ منزعجاً من زميله الذي لا ينفك يشاكسه على أدواته المدرسيّة ، طلبتُ من الجميع العودة لمقاعدهم ؛ كي يتسنى لي أن أبدأ الدرس..
.
وبعد محاولات مستميته لخفض حدة أصواتهم والبدء بشرح الدرس الذي كان يحتوي على مكونات أفراد الأسرة ، وحرف اللام بالصوت الطويل والقصير ، ومحاولاتي المتكررة برفع صوتي لأقصى درجة ؛ كي يصل للجميع ويغلب أصواتهم ، فقد وصلتُ لنقطة الصراخ بأعلى مالدي من صوت كي يستمع كل الطلبة..
.
في قمة انهماكِ قفز طالب من آخر الفصل مهرولاً نحوي قائلاً لي : أستاذة متى الانصراف للمنزل..؟!
وددتُ وقتها أن أُعلق هذا الطالب بسقف الفصل ، فما زالت الحصة الأولى لم تكتمل بعد ، وقد ضرب بسؤاله جذور الشغف بأعماقي وأطفأ شُعلة الحماس بداخلي وسلب مني كل الخُطط لمجابهة هذه الحصة ومواصلة هذا الدرس ..!
تمالكت أعصابي ، فبعد مجهود نصف ساعة من الزمن لضبط الفصل والبحث عن إفطار أنس والبدء بالدرس ، يأتيني هذا الطالب بهذا السؤال الطفولي الساذج..
.
شعُرت وقتها إنه عليّ أن أتقمص شخصية (حيّ بن يقضان) في رواية ابن الطفيل ، وأعلّم نفسي المحافظة على هذا الوجود الموجود ، وأقف عند كل موقف وشخصيّة كل طفل وأقوم بتشريحهُ نفسياً و واجتماعياً وجسدياً ، ليتسنى فهم ما يحدث لي من مستحدث الأمور مع هذه الطبقة والشريحة من الأطفال..
.
أضعت خمس دقائق أتحدث مع ذلك الطفل الذي سألته عن اسمه و قال لي أنهُ -رائف- أناقشه وأرد على سؤاله ، شارحة له ملابسات اليوم الدراسي بعدد الحصص وزمنها وكيفية استثمارها ، وما إن أنتهيت منه ، وجدت الفوضى عصفت بالفصل مرة أخرى وضاع وقت الدرس..
.
يُتبع..

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>