الغضب من النار والنار يطفيها الماء
والناس يحصل بينهم نزاع؛ والنزاع
يؤجج الغضب؛ والغضب دائرة مظلمة لا تنتهي إلا بمبادرة من احد طرفي النزاع ويوقف الدوران.
ومن الأحداث التي شهدتها بنفسي في دورة عن ” إدارة النزاع” وبعد الانتهاء من مناقشه استراتيجية ” المسامحة “ استأذن أحد المشاركين لإجراء مكالمة هاتفية وبعد فتره عاد وهو يبكي فرحًا فاستغربت بعض الشيء؛ ثم طلبت منه إذا كان ممكن أن يخبرنا ماذا حدث فقال:
” لي صديق وقريب نشا بيننا خلاف
استمر عشر سنوات وهو يشتكيني وأنا اشتكيه؛ وينتهز الفرصة ليؤذي؛ وأنا كذلك؛ وانتقلت العداوة للأولاد والأحفاد وكما ذكرت دائره النزاع دائرة مظلمة ماقدرنا نخرج منها
وكما ذكرت لابد من بطل يوقفها
ولهذا قررت أن أكون أنا “البطل ” ومن يبادر واتصلت به وانهيت الخلاف”
ومن تجارب الآخرين وقرآت في فضيلة التسامح توصلت لعدد من الإضاءات ومنها:
(1) تعظيم شعيرة التسامح واتباع النهج الذي يرضي الله لأدارتها تأسيسا على فهمي للآية (85) من سورة الحجر ونصها:
* فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ **
(2) تفضيل الأجر من الله على غيره من مكاسب الحياة قال تعالى في سورة النور الاية (22)
**وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ *
(3) ادراك التبعات السيئة لإذكاء الفتنة والمعروف طبيا انه خلال الزّعل والانفعال الشديد:
١.يرتفع الضغط
٢.يرتفع السكر
٣.يرتفع الكلسترول
٤.تزداد احتمالية حدوث جلطة.
(4) الضرر المتعدي الذي يدفعه آخرين مثل أضاعه فرص زواج او تبادل صنائع المعروف.
(5) الحذر من الشيطان. الذي حتما سيشعل الفتنة وتاخذ مسارات خطيره مثل ارتكاب جرائم القتل.
(6) الحرمان من لذة حياة خالية من الصراع وتحقيق جودة الحياة
(7) هدر الطاقات البشرية والعلاقات الاجتماعية في استثمار خاسر بكل المقاييس.
(8) اشغال الجهات العدلية في قضايا كيدية قد يكون لها تأثير على السلم الاجتماعي والوحده الوطنية. واخوة الدين والوطن والانسانية.
(9) تفويت فرصة تقديم قدوه حسنه ومثال يحتذى لافراد الاسرة والمجتمع ونشر ثقافة التباغض.
(10) الفطنه لدوافع المتكسبين من النزاع وان كانوا فئه محدودة ولكنها فئة القلة المؤثره
وهم معروفين ولا ياتي من البعض منهم خير.