بين النجاح والفشل، خطوات لا تُرى للبعض، لكنها واضحة وبشدة للبعض الآخر.
فحقيقة التميّز دومًا تكمن في داخل الفرد منا.
كلّنا تفضل علينا الله بمميزات تجعلنا نعتلي سُلّم النجاح ونرتقي نحو أهدافنا وطموحاتنا في تحقيق ذواتنا.
كلّنا لدينا نقاط قوة ونقاط ضعف.
كلّنا نمتلك إيجابيات وسلبيات وعيوبًا قد تبدو غير مرئية، لكنها حتمًا موجودة، وربما متأصلة منذ الطفولة .
صفات وسمات
الصفات هي التي تخبر الجميع عن طبعنا وفطرتنا منذ ولادتنا،
أما السمات، فهي تخبر عن ذلك التطبع الذي اكتُسب من التربية ومن البيئة من حولنا.
فالصفة طبع، والسمة تطبع.
والإنسان بين الطبع والتطبع يمارس دوره في الحياة، ويؤدي ما عليه، ويأخذ ما له.
ومن خلال هذا المقال، أُجزم أن الجميع مميزون.
حتى أولئك الفاشلين الذين يرون أنفسهم أقل من غيرهم، هم يملكون تميّزًا ربما خفيًّا.
لكن هذا التميّز لا يظهر إلا بطريقة واحدة فقط، طريقة تتفرّع منها طرق وسبل كثيرة، يسلكها المميز الظاهر، ويُخفيها أو يدفنها المميز غير الظاهر.
ألا وهي الرغبة الحقيقية التي تُحدث تلك الضجة في أعماق الإنسان.
الرغبة التي تمثل الدافع الأقوى نحو التغيير والتطور.
وهنا، إما أن يظهر التميز، أو يظل حبيسًا.
لا تكن نسخة مكررة
كيف تصبح مميزًا وأنت منشغل في تميز غيرك؟
كيف تظهر، وأنت تتوارى خلف نجاحات الآخرين، مستنسخًا أدوارهم وأقوالهم وأفعالهم؟
سواء كان ذلك تقليدًا واعيًا أو غير واعٍ، فأنت منغمس فيهم حتى بتّ تظن أن الكيان الذي تبنيه هو من صنعك،
بينما الحقيقة: أنك بلا هوية واضحة، مشوّش، مهزوز الثقة، مقيّد العزيمة.
ليس هناك مميز ناجح ظاهر وضع قدمًا على قدم وارتقى!
أنت لا ترى ما كابده من عناء وتعب وجهد وسهر وتعثر ونهوض متكرر .
التميّز ليس خيارًا، بل حقيقة
نعم، كلنا مميزون… حقيقة لا شك فيها ولا ريب.
هناك من يتعلم، ويعلّم، ويعمل.
وهناك من هو على النقيض، وهناك من يتأرجح بين التعلّم والعِلم والعمل.
وهنا يظهر الفرق؛ يظهر المميز، ويظهر الفاشل الذي هو في جوهره مميز،
لكنه لم يتعلم، ولم يعلم، ولم يعمل، ثم يقول: “أريد أن أصبح ذا شأن يُشار إليّ بالبنان!”
كيف؟!
أيها المميز الفاشل الذي ظننتَ أن باستنساخ نجاحات غيرك ستصل،
هل سلكت الطريق الصحيح؟
هل فتّشت في أعماقك عن تميّزك الجميل؟
تعلّم، لا تقلّد.
ركّز على ذاتك، كي تستخرج جواهرك الثمينة.
لا تُقارن… كن أنت
إياك والمقارنة، فهي تولّد الغيرة، وتضعف ثقتك بذاتك.
أيها المميز الفاشل، أنت ناجح جدًا، لكن فشلك الحقيقي يكمن في جهلك بنفسك.
تعلّم كيف تتعرّف على ذاتك، من أنت، ماذا تريد، وما الشيء الذي ترغب في الوصول إليه؟
تعلّم كيف تصلح عيوبك، وتتقبلها بسلام، لتبلغ السلام الداخلي،
ذلك السلام الذي يجعل منك مميزًا، حتى بالكلمة البسيطة حين تلقيها،
فتُحدث ضجيجًا، وتلامس الأعماق، وتُخبر عن اختلافك وتميّزك الفريد.
كن أنت… وليس غيرك.
وأخيرًا، أختم المقال بهذه المقولة الجميلة:
“افعل الأشياء التي تحب فعلها حقًا؛ ابحث دائمًا عن رغبتك الحقيقية، اصنع الاختلاف والتميز.”
عبارتك تحمل حافزًا جميلًا ومختصرًا، حقيقة للنجاح *”افعل ما تحبه بصدق، واصنع نجاحك بيدك. و.اتبع شغفك، فهو طريقك الحقيقي للنجاح.