السبت, 24 محرّم 1447 هجريا, 19 يوليو 2025 ميلاديا.
مواقيت الصلاة

مواقيت الصلاه بحسب التوقيت المحلى لمدينة المدينة المنورة ليوم السبت, 24 محرّم 1447هـ

الفجر
04:16 ص
الشروق
05:44 ص
الظهر
12:28 م
العصر
03:51 م
المغرب
07:12 م
العشاء
08:42 م
المشاهدات : 11096
التعليقات: 0

العبودية لله

العبودية لله
https://www.alshaamal.com/?p=298370

تحقيق الخشوع لله عز وجل،

أن يحقق العبد معنى العبودية،

أن يفهم معناها أولا ليطبقها،

يبحث في داخله عن كيف يحقق العبودية لله،

كيف يجب أن تكون هيئته وهو قائما في صلاته يصلي أمام من يعبده،

وكيف يكون حال قلبه من عبودية وخضوع وإنقياد وتعظيم لمن وقف بين يديه،

كيف تكون حركاته وسكناته وجوارحه،

فلا ينبغي للعبد أن يكون شامخا أنفا في صلاته،

أن يحقق ما أستطاع معنى العبودية والإنكسار لله،

أن يتواضع لله ويستشعر فقره وحاجته لله وأن الله هو الغني عن العالمين،

فلا يكون في قلبه شيء أحب وأعظم وأرجى من من وقف بين يديه،

مستذكرا فضله عليه ونعمته فيخالط معنى العبودية الشكر،

فيكون بين يديه عابدا شاكرا،

فهو الذي خلقه وأبدع في خلقه وسخر له كل شيء،

ويخالط معنى العبودية والشكر الرجاء،

فكل رزق يرزقه العبد من ربه، وكل أمل للعبد يعلقه بربه،

فهو الذي خزائنه لا تنفذ، وهو الكريم الرزاق،

القيوم القائم على أحوال عباده،

ويخالط معنى العبودية والشكر والرجاء التعظيم،

فيصلي العبد لربه تعظيما وإجلالا، لأنه مستحق للعبودية والإتباع، وكل ما عرف العبد ربه بأسمائه وصفاته زاد تعظيمه وإجلاله لربه، فهو الذي كمل في كل شيء، وأبدع في كل شيء، وليس كمثله شيء،

الصلاة هي الصلة بين العبد ومعبوده فإن سقطت تلك المعاني أصبحت الصلاة بلا روح وبلا غذاء،

فتجف روحك ويخف ميزانك وتنقطع صلتك القلبية مع ربك،

فالروح بحاجة لمعاني تغذيها وتقوي إيمانها، وتستدرك منها لذة الصلاة ما يجعلك تتمسك بها أشد التمسك، وتصبح هي الملاذ والملجأ والمأمن،

اللذة التي تبقي المصلي في صلاته ساكنا خاشعا مطمئنا، ولا يود أنها تنقضي، وإذا إنقضت يعود لها مرات عديدة،

العبادات القلبية هي التي تثقل الميزان،

ما يكمن في قلبك من شعور وإقبال ونوايا وصدق ما في قلبك لله،

ويرفع كل ذلك العلم بالله بأسمائه وصفاته وعظمته وقدرته وفضله،

وإدراك حاجة المخلوق لخالقه ما يجعله في أشد حاجة إليه والتمسك به،

فالعبد حين يؤمن بربه وكل ما عرف الله،

وبحسب درجة الإيمان وتلك المعرفة يزيد إقبال العبد على ربه في السراء والضراء،

فيكون رجاءه من الله، لأنه مؤمن ويعرف رحمة الله التي وسعت كل شيء،

وأن الله لا يخفى عليه عليه، ويقدر على كل شيء، ولا يعجزه شيء،

ويصدق باللجوء لله في كل أحواله وبثه لشكواه، وصدق التسليم لله، واليقين بحكمة الله بكل شيء فلا تجزعه مصيبة،

فالمؤمن لا يقنط من رحمة الله، ويعلم أن الخير فيما أختاره الله،

وخوفه من الله وحده حين تقصيره، أن تسلب منه ميزة القرب من الله، وما فيها من الخير والرحمة والهداية والولاية،

أو في حال ذنبه من عقوبة الله له أو غضبه لعلمه أن الله شديد العقاب وأن عذابه هو العذاب الأليم،

فلا يتجاوز الحدود التي وضعها الله له وشرعها،

فتصبح النية معقودة لأجله وما بذل بذل لأجله وإن رضي رضي له وإن غضب غضب له،

فيصبح حاله موجها لربه في قلبه وجوارحه،

يحفظ حدوده ولا يتجاوزها، يتبع أمره ويجتنب نهيه، فتكون دواعي الصبر أيسر على الطاعة،

ودواعي الإمتناع أقوى عن المعصية،

فيقبل على الخير، ويحجم عن الشر،

فلا يستلذ حراما، ولا تغريه الفتن، ويكون أشد تصدية لها،

فما وقع في قلبة من حب ربه وتعظيمه ولذة العبادات وحلاوة الإيمان،

أعمق من الوقوع بالحرام ومقارفة الفواحش،

ويكون رادع لها لأنه أستدرك أن لذة الحلال أطيب وأهنئ من لذة الحرام،

كون أن العبد حين يقترب من ربه،

يلامس رضا الله عنه من رحمات ومكارم وحياة طيبة وتوفيق، ما لا يود عن إنفكاكا وبعدا،

فلا يود العبد أن يظل بعد الهداية من ما وجد فيها.

التعليقات (٠) أضف تعليق

أضف تعليق

بريدك الالكترونى لن نقوم بأستخدامه.

You may use these HTML tags and attributes:
<a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <s> <strike> <strong>