جيء بها من مملكة الفل ، جاء بها عاشق يعشق البياض والشذى ويهيم بالليل إذا حضر القمر ، وضعوها في الركن الغربي حيث الماء يسكن بهدوء والنسيم الجنوبي يضرب بلطف على كل الأشياء كي يحرك فيها الجمال وتتألق الأوراق ، جيء بها فاتنة كلون الاخضرار وقد سلب من العيون كل أشكال الإبصار لتكون هي فريدة ليلها ونهارها ، زرعوها رديمة ، زرعوها فلة حسناء تعصف بالمكان ، ركزوها في التراب أشبه بعروس ليلة الاحتفال بها ، بنوا حولها سياجا من البساطة ،اصطفوا حولها وقتاء تاريخيا ، صفقوا لها وهي تتشبث بالتراب وتتمسك بالسياج ، ظهرت مفاتنها قبل أن تورق ويظهر لون البياض ، كبرت فلة وكبرت ، تطاولت وتجاوزت سياجها ، لم يمر مار بجوارها دون أن تستوقفه أو أن يقف لها مثل مفتون فتنته حسناء ، ظهر البياض وغطى على الأوراق ، تجلى البياض في غياب الأوراق ، تألقت أوراق الفل مثل وجه القمر ليلة بدر في سماء صافية ، قالوا إن الليلة ليلة زفاف ،وقالوا إن الليلة تسبق العيد ، وقالوا إن حسناء البلد تريد أن تتزيا بورق الفل ، وقفوا عند رديمة الفل وقد ولدت ردائم من فل على مد البصر ، حضر الفرحون من أجل الابتهاج ،من أجل جدائل الفل ، حضر الفرح وحضر الفل فكانت ليلة ، ولدت الليلة ليال تشبه روعة الردائم ، تشبه حبات الفل البيضاء النقية ، قطف الجميع من حدائق الفل حد الارتواء ، كانت أوراق خضراء فتحولت أوراقا تعبق بالمكان .
المشاهدات : 84222
التعليقات: 0