يقول كامل الشناوي :
عُدتَ يا يوم مولدي
عُدتَ يا أيها الشقي !!
الصبا ضاع من يدي
وغزا الشيبُ مفرقي !!
ويقول خالد الفيصل :
سافرت خمسين عاماً من الزمان
هي عمر ولا على هامش زمان !!
هي حقيقة علم والا هي سراب
هي مواجيع الدهر والا حنان !!
أما غازي القصيبي فيتساءل :
خمسون تدفعك الرؤيا فتندفع
رفقاً بقلبك ! كاد القلب ينخلع !!
من الفيافي التي آبارها عطشى
إلى البحار التي شطآنها وجع !!
اليوم زارني ضيفي السنوي الذي لا يتأخر أبداً عن موعده
يأتي في الثالث من أبريل كل عام وهذه المرة كانت زيارته الخامسة والخمسين ! لكن الأمر العجيب أن زياراته العشر الأخيرة باتت أسرع من ذي قبل بالكاد أودعه حتى يعود مجدداً !!
الزمن يدور بوتيرة متسارعة وكأن هناك من يدفع عقاربه للأمام دون هوادة .. تُرى هل وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تسرق أعمارنا أم أن الرفاهية التي نعيشها تجعل الوقت ينزلق من بين أيدينا دون أن نشعر ؟
لا شك أننا نرفل في نعم لا يعلم قدرها إلا الله فنسأل الله دوامها وشكرها ..
كنت في السابق أرى من يتجاوز الأربعين كهلاً وأتذكر والدي الكريم وأقاربي وهم في تلك المرحلة أما اليوم فأرى الأربعيني شاباً في بداية العمر .. لكن رغم ذلك لا أشعر بتقدم العمر إلا حين أرى إخوتي وأبنائي .. الذين كبروا أمام عيني وكبرنا معهم !!
واليوم وأنا أطفئ شمعة جديدة من عمري أجدني محاطاً بأحبتي أخواني وأبنائي وأحفادي وأرى في فيصل مشاكسته المحببة .. وفي عبدالعزيز براءته الجميلة فأحمد الله على نعمة العائلة .. وعلى امتداد العمر الذي وهبني هذه اللحظات الثمينة ..
في هذا العمر لم يعد النشاط كما كان ولم تعد المجاملات كما كانت .. أصبحنا نستمع أكثر مما نتحدث .. ونختصر الكثير من المواضيع التي كنا نخوض فيها بلا طائل .. أدركنا أن الوقت أثمن من أن يُهدر في صراعات وهمية .. فوداعاً لتلك الأوهام إلى يوم القيامة !!
كونوا أوفياء لمن تحبون فالوفاء عهد النبلاء وكما قالت الدكتورة الأديبة أمل العميري :
” الوفاء قصيدة شعرية لا يمكن تجزئتها أو إغفالها لمن يقرأها في دفتر أيامه .. فمن صادف وفياً فقد لمس الجمال الخُلقي الذي يقبع خلف المستحيلات عند كثير من البشر وعلى النقيض فإن الغدر من أقبح الصفات التي تردي بالإنسان والإنسانية إلى مصاف البشاعة ”
ختاماً : الحياة مهما طالت فهي رحلة مؤقتة .. ومهما تمسك الإنسان بها فإن نهايتها محتومة .. فالموت هو الحقيقة التي لا خلاف عليها وهو المصير الذي لا مهرب منه .
وكما قال الشاعر كعب بن زهير :
كلُّ ابنِ أُنثى وإن طالت سلامتهُ
يومًا على آلةٍ حدباءَ محمولُ !!
فلا أحد يدوم في هذه الدنيا .. ولا مال ولا منصب ولا جاه يبقى مع الإنسان بعد رحيله .. وهذه الحقيقة يجب أن تجعلنا أكثر وعياً بكيفية استغلال حياتنا فيما ينفعنا في الدنيا والآخرة .
والحمدلله من قبل ومن بعد .
–
فيصل خزيم العنزي
عمر مديد بالأفراح والانجازات وخدمه الغير كما عهدناك يابوغازي
مقال رائع جداً برافو استاذ فيصل
المعارك وهمية وداعاً الى القيامة 👍
سلمت اناملك كلام جميل وحقيقه
كل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة
كل عام وأنت مميز بالعطاء مشتعل الحماس متجدد
الشباب
كل عام وانت بخير وسعاده